[center]الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فضلها وكيفيتها
لفضيلة الشيخ
عبدالمحسن العباد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن نعم الله -تعالى- على عباده كثيرة لا تحصى وأعظم نعمة أنعم الله بها على الثقلين الجن [ ] والإنس أن بعث فيهم عبده ورسوله وخليله وحبيبه وخيرته من خلقه محمداً -صلى الله عليه وسلم- ليخرجهم به من الظلمات إلى النور وينقلهم من ذل العبودية للمخلوق إلى عز العبودية للخالق -سبحانه وتعالى- يرشدهم إلى سبيل النجاة والسعادة [ ] ويحذرهم من سبل الهلاك والشقاوة وقد نوه الله بهذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة في كتابه العزيز: "لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِن أَنفُسِهِم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبلُ لَفِي ضَلالٍ, مُبِينٍ".
وقال -سبحانه وتعالى-: "هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً".
وقد قام -عليه أفضل الصلاة والسلام- بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة والنصح للأمة على التمام والكمال فبشر وأنذر ودل على كل خير وحذّر من كل شر وأنزل الله -تعالى- عليه وهو واقف بعرفة قبل وفاته -صلى الله عليه وسلم- بمدة يسيرة قوله -تعالى-: "اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً...".
وكان -صلى الله عليه وسلم- حريصا على سعادة الأمة غاية الحرص كمال قال الله -تعالى- نوها بما حباه الله به من صفات جليلة: "لَقَد جَاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتٌّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ".
وهذا الذي قام به -صلى الله عليه وسلم- من إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة والنصح للأمة هو حق الأمة عليه كما قال الله -تعالى-: "وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ".وقال: "فَهَل عَلَى الرٌّسُلِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ". وروى البخاري [ ] في صحيحه عن الزهري أنه قال: من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم. انتهى.
وإن علامة سعادة المسلم أن يستسلم وينقاد لما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله -تعالى-: "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيماً" وقال -تعالى-: "وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ, وَلا مُؤمِنَةٍ, إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً"، وقال -تعالى-: "لا تَجعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاءِ بَعضِكُم بَعضاً قَد يَعلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُم لِوَاذاً فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ"، وعبادة الله تكون مقبولة عند الله ونافعة لديه إذا اشتملت على أمرين أساسين:
أولهما: أن تكون العبادة لله خالصة لا شركة لغيره فيها كما أنه -تعالى- ليس له شريك في الملك فليس له شريك في العبادة كما قال -تعالى-: "وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً" وقال: "قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ".
الثاني: أن تكون العبادة عل وفق الشريعة [ ] التي جاء بها رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله - تعالى-: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا"، وقال -تعالى-: "قُل إِن كُنتُم تُحِبٌّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم" وقال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري [ ] ومسلم عن عائشة [ ] -رضي الله عنها-: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية لمسلم "من عمل عمل ليس عليه أمرها فهو رد". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".
ولما كانت نعمة الله -تعالى- على المؤمنين بإرسال رسوله -صلى الله عليه وسلم- إليهم عظيمة أمرهم الله -تعالى- في كتابه أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما بعد أن أخبرهم أنه وملائكته يصلون عليه فقال -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلٌّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلٌّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً". وبين النبي [ ] -صلى الله عليه وسلم- في السنة المطهرة فضل الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - وكيفيتها وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بها..
وسأتحدث عن فضل الصلاة على النبي [ ] -صلى الله عليه وسلم- وبيان كيفيتها ثم أشير إلى نماذج من الكتب المؤلفة في هذه العبادة العظيمة وأسأل الله -تعالى- التوفيق والسداد.
معنى الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- وبيان كيفيتها:
صلاة الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- فسرت بثنائه عليه عند الملائكة [ ] وصلاة الملائكة [ ] عليه فسرت بدعائهم له فسرها بذلك أبو العالية كما ذكره عنه البخاري [ ] في صحيحه في مطلع باب "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلٌّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلٌّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً" وقال البخاري [ ] في تفسير صلاة الملائكةعليه بعد ذكر تفسير أبي العالية قال ابن عباس: يصلون يبركون أي يدعون له بالبركة.
للمتابعة أضغط على
http://midad.com/article/202587/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%81%D8%B6%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7?ref=p-new