بَعْدَ مَخاضٍ كان عَسيرْ
دَمُهُ أيضاً كان غَزيرْ
وُلِدَتْ مِنْ رَحْمْ الأمّة
مَولودَةْ أُنثى,أكبرُ حَجْماً
أثقَلُ وَزْناً مِن كُلّ مَواليد
الزَمَنْ الأغبَرْ
فقَرّرنا نَحْنُ
إناث الأرضْ الخَصْبَة
أن نَتْركها تَتَرَعرَعَ لِتَعيشْ
وسَميّنا مولودَتَنا"نكبة"
كَبُرَت"نكبة"
صرنا نُرْضعها هزائمنا
وأحياناً خَيبَتَنا
وكُنا حينَ نسمَعُها تَبْكي
نَسْقيها مِن"طاس الرَعْبَة"
ولِكَيّ تَسْكُتْ هذي"النكبة"
كُنّا نُهَدهِدَها وعلى مسمعها نُطلِقْ
صَلْيات من بياناتٍ كَذِبَة
ثُم بالخَمْرِ كُنّا نُغْرِقُ نكبَتَنا ثم نَغْرَق
شاخَتْ"نَكْبة"
وها هي تُطفئ شمعَتَها
الرابعةَ بعد الستين
وشَمْعُ ال"نكبةِ"يتَوالَدْ
قَدْ يصِل الألفَ و بِضْع سنين
وها نحنُ بَقَينا كما كُنّا
"إناثٌ"في حَمْلٍ كاذِبْ
نَنْتَظِرُ مَنْ يَذْبَح"نكبة"
ويُضيئ في لَيْلْ العَتْمة
شمْعَة لعيونك"فلَسطين"!.