هل انتى جميله

هل أنت جميلة؟

بقلم فوزية سلامة

هل تحبين امك كل الحب؟ سؤال قد يبدو عاديا وقد تبدو الاجابة عليه ضمنية لا تستوجب التفكير.
أعترف بأنني لم احب امي حبا كاملا شاملا الا بعد ان ودعت الحياة. حين اتذكرها يجرفني الحب. اتذكر كم كانت نشيطة ومتفانية فأتمني ان تكون في فردوس النعيم. واتمني ان اكون عشت حياتي كما عاشت هي أما طيبة وزوجة وفية.
حين اذكر وجهها المبتهل وهي تدعو لي اشعر بطمأنينة محببة رغم انني لم اكن افهم معني الدعاء. كانت تدعو فتقول ربنا اجعل في فم هذه البنت سكرة وفي وجهها جوهرة. وعشت زمنا اتصور انها كانت تدعو لي بالثراء بحيث امتلك رصيدا لا ينضب من الحلوي وان جوهرة الوجه هي امتداد لثراء يتيح شراء قرط ماسي لافت. وتصورت ان دعاءها مستجاب لأن الحلوي فعلت فعلها واورثنتي رصيدا من الكيلوجرامات الزائدة , ورغم ان الماس تأخر في الوصول فانني نلت منه قسطا معقولا حتي الان.

منذ ايام كنت اتجول في مواقع الانترنت بحثا عن معلومة تستوقفني فصادفتني صورة النجمة الراحلة اودري هيبورن. وقد كانت لتلك المرأة عينان صافيتان وابتسامة مضيئة. فقرأت ما صادفني بمناسبة حلول ذكري رحيلها عن الدنيا منذ سنوات. اطلت النظر في الصورة لأن اودري هيبورن في شبابها اعتلت عرش الاناقة والرشاقة في العالم . وكنت في اول شبابي اعتبرها مثلا للجاذبية والنجومية.
في الكلام المنشور مع صورتها قالت هيبرن ان سر احتفاظها بالجمال والجاذبية في الشيخوخة هو اليقين بأن:

الشفتين الجذابتين هي التي تخرج من بينها الكلمة الطيبة

العينين الصافيتين هي التي تبحث عن الخير عند الاخرين

القوام الرشيق هو قوام امرأة تقتسم طعامها مع الجائعين

الشعر الاملس الغزير هو شعر امرأة تسمح لطفلها ان يداعب خصلاته متي شاء

الرزانة هي ثقة انسانة موقنة بأنها لن تمشي في الدنيا وحيدة

السعادة هي ان تدرك ان البشر اهم من الاشياء وان الانسان يمكن ان يتجدد فيولد من جديد .

المرأة التي تشعر بحب الاخرين امرأة اكتشفت ان لها ذراعين واحدة يمكن ان تساعد بها نفسها والاخري يمكن ان تساعد بها الاخرين.

وفي نهاية تلك التصريحات قالت ان المرأة الجميلة ليست المرأة التي تلبس ملابس فاخرة ولا هي امرأة شديدة الرشاقة او تلك التي تحرص علي احدث تسريحات الشعر وانما هي امرأة ذات عينين جذابتين لأن العين هي بوابة الدخول الي القلب حيث يسكن الحب.
وختمت النجمة الراحلة حديثها بالقول بأن الجمال الحقيقي يكبر مع تقدم عمر صاحبته.

حين فرغت من القراءة تذكرت امي ودعاءها لله. واكاد اجزم بأنني لم افهم معني السكرة والجوهرة حتي افهمتني اياها كلمات اودري هيبورن.

كم تذكرت ست الحبايب في ذلك النهار: تذكرت مسراتها الصغيرة ونشاطها الكبير وتذكرت صفاء عينيها السوداوين . ترحمت عليها وقد ادهشتني الحكمة التي انطوي عليها الدعاء الذي قلت كلماته وكثرت معانيه.

فوزية سلامة

موضوع قيم بكل معنى الكلمة اشكرك على الطرح الوافي
في انتضار جديدك