-بسم الله الرحمن الرحيم
لم تلق الآثار في مدينة غزة الاهتمام الذي تستحقه طيلة الحقب الماضية، وبقيت تلك الآثار مهملة دون بحث أو توثيق أو صيانة، وشهدت فترة الاحتلال الإسرائيلي ما يمكن أن يطلق عليه "مذبحة الآثار" حيث تم نهب الآثار المهمة بشكل مخطط ومنهجي من قبل مسئولين إسرائيليين كبار.
أهم المعالم السياحية
تعتمد السياحة في غزة بشكل رئيسي على البحر الذي تشتهر شواطئه برمالها الذهبية البراقة، ونظراً لتلك الأهمية اتخذت المؤسسات الفلسطينية المختصة عدة إجراءات احترازية لحماية مياه البحر والشواطئ من أي ملوثات حيث تتكفل بلدية غزة ووزارة السياحة بتوفير رجال الإنقاذ والمرشدين، وعمال النظافة، ومد الشاطئ بالمياه العذبة للشرب والاستحمام، و إقامة المراحيض الصحية ، وقد أقيم على الشاطئ الكثير من المشاريع السياحية مثل الفنادق والمطاعم والمقاهي الشعبية وغيرها مما يوفر كامل الخدمات لرواد شاطئ البحر كل حسب مستواه الاقتصادي ، كما تعتمد السياحة بغزة على المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة فيها بكثرة ، ويجري حالياً اكتشاف عدد كبير آخر من تلك الآثار
وتشتهر غزة أيضاً بجوها المعتدل صيفاً وشتاءً مما يشكل عنصراً هاماً من عناصر الجذب السياحي للمدينةإذ يبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة بالمدينة.
الآثار:
تعتبر مدينة غزة وما حولها متحفاً تاريخياً، ولوحة سجل الزمان عليها تراثاً مجيداُ ونفسياً ، وهي من أكثر مدن العالم تراثاً تاريخياً وآثاراً ومن أكثرها أحداثاً وأخباراً هامة، ولقد تم درجة مئوية ويصل معدل سرعة الرياح حوالي 19 عقدة أما متوسط كمية الأمطار السنوية فتصل إلى350-400 ملم
ومن أهم المواقع الأثرية في مدينة غزة:
- مسجد السيد هاشم:
يقع بحي الدرج "مدينة غزة القديمة" ، ويعد من أجمل جوامع غزة الأثرية وأكبرها ، وهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربع ظلات أكبرها ظلة القبلة وفي الغرفة التي تفتح على الظلة الغربية ضريح السيد هاشم بن عبد مناف جد رسول الله محمد"صلعم" الذي توفى في غزة أثناء رحلته التجارية "رحلة الصيف ، وقد أنشئ المسجد على يد المماليك، وجدده السلطان عبد الحميد سنة 1850م-1268هـ، وسميت مدينة غزة "بغزة هاشم" نسبة إليه
- الجامع العمري الكبير:
يقع في حي الدرج يعتبر هذا الجامع بمئذنة الرشيقة أكبر المساجد الأثرية وأهمها في مدينة غزة وأقدم جزء في الجامع العمري بازيليكي الطراز ويعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي وقد أقيم في القرن السابع الميلادي، وقد أضيف للجامع عدة إضافات في العصر المملوكي والعثماني
- سوق القيسارية:
يقع في حي الدرج وهو ملاصق للجدار الجنوبي للجامع العمري الكبير ويعود بناء السوق الى العصر المملوكي ويتكون من شارع مغطي بقبو مدبب وعلى جانبي هذا الشارع حوانيت صغيرة مغطاة بأقبية متقاطعة يطلق عليه سوق القيسارية أو سوق الذهب نسبة إلى تجارة الذهب فيه
- قصر الباشا:
يقع في حي الدرج، ويتكون من طابقين ، وتعود أبنية هذا القصر إلى العصر المملوكي ، وكان مقراً لنائب غزة في العصرين المملوكي والعثماني وينسب هذا القصر لآل رضوان الذين امتلكوه في بداية الفترة العثمانية وقد قامت وزارة السياحة مؤخراً بترميم القصر وفصله عن مدرسة الزهراء الثانوية للبنات حيث كانت بعض غرفة تستخدم كمكاتب ادارية للمدرسة
- سبيل السلطان عبد الحميد "سبيل الرفاعية":
يقع في حي الدرج، وقد أنشأ هذا السبيل في العصر العثماني في القرن 16م بهرام بك بن مصطفى باشا وقد جدده رفعت بك لذا سمي سبيل الرفاعية كما جدد في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1318هـ لذا أطلق عليه سبيل السلطان عبد الحميد. وهو عبارة عن دخلة يتقدمها عقد مدبب على جانبيه مكسلتين ، يتصدر الدخلة فتحات كانت مزودة بأقصاب لسحب الماء من حوض التسبيل لاسقاء الناس
- الزاوية الأحمدية :
تقع في حي الدرج، وقد أنشأها أتباع السيد أحمد البدوي في القرن 6هـ/14م، المتوفى بطنطا عام 657هـ، 1276م، تنفرد هذه الزاوية بغرفتها المضلعة ذات الستة عقود ، ويوجد بها محراباً ضخماً غاية في الروعة ،وقبة شاهقة محمولة على رقبة اسطوانية ، ويوجد في فناء الزاوية الخارجي قبر رخامي جميل لابنة المقر بهادر الجوكندار قطلو خاتون المتوفية في 12 ربيع ثاني سنة 733هـ/31 ديسمبر 1332م
- حمام السمرة:
يقع بحي الزيتون ، ويعتبر أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية في فلسطين وهو الحمام الوحيد الباقي لغاية الآن في مدينة غزة حيث روعي في تخطيطه الانتقال التدريجي من الغرفة الساخنة إلى الغرفة الدافئة إلى الغرفة الباردة والتي سقفت بقبة ذات فتحات مستديرة معشقة بالزجاج الملون يسمح لأشعة الشمس من النفاذ لإضاءة القاعة بضوء طبيعي أضفى على المكان رونقاً وجمالاً هذا بالإضافة إلى الأرضية الجميلة التي رصفت بمداور رخامية ومربعات ومثلثات ذات ألوان متنوعة ، وقد رمم الحمام مؤخراً وأصبح أكثر جمالاً وروعة
- جامع الشيخ زكريا:
يقع بحي الدرج ، وأنشئ في القرن الثامن الهجري ولم يبق من هذا الجامع سوى مئذنته الجميلة ودفن في هذا الجامع الشيخ زكريا وقد كتب على ضريحه "هذا قبر الفقيد لله تعالى زكريا التدمري توفى في شهر صفر سنة 749هـ
- جامع كاتب الولاية:
يقع في حي الزيتون، ويعود إلى العصر المملوكي 735هـ/1334م والإضافات الغربية فيه ترجع إلى العصر العثماني والتي أقام بها أحمد بك كاتب الولاية سنة 995هـ لذا سمي بجامع كاتب الولاية ومما يميز هذا الجامع تجاور مئذنة وجرس كنيسة "الروم الأرثوذكس" والذي إن دل على شيء فإنه يدل على التسامح والتآخي بين المسلمين والمسيحيين في غزة
- كنيسة الروم الأرثوذكس:
تقع بحي الزيتون ، ويعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الخامس الميلادي أما الأبنية الحالية فتعود إلى القرن 12م، تمتاز هذه الكنيسة بالجدران الضخمة المدعمة بأعمدة رخامية وجرانيتية تثبت بوضع أفقي لدعم الجدران بالإضافة إلى الأكتاف الحجرية، ولقد جددت الكنيسة سنة 1856م، وفي الزاوية الشمالية الشرقية منها يوجد قبر القديس برفيريوس الذي توفى سنة 420م
- جامع على بن مروان :
يقع في حي التفاح خارج سور مدينة غزة القديمة الشرقي ، وهو من جوامع غزة المشهورة و يعود إلى العصر المملوكي ، ويحتوي على ضريح لولي الله الشيخ على بن مروان أسفل قبة ملحقة بالمسجد ، يجاور الجامع مقبرة سميت باسمه تضم شواهد قبور تعتبر وثائق تاريخية من الدرجة الأولى
- جامع المحكمة البردبكية (مدرسة الأمير بردبك الدوادار) :
يقع في حي الشجاعية، ويتميز بمئذنته الجميلة الرشيقة وهو النموذج المعماري الرائع للمدارس في العصر المملوكي، أنشأ سنة 859هـ/1455م واستخدم فيما بعد كمدرسة"مدرسة الشجاعية" ثم مقر للمحكمة الشرعية لذلك أطلق عليها محلياً اسم جامع المحكمة
- جامع ابن عثمان:
يقع في حي الشجاعية –شارع السوق ، ويعتبر هذا الجامع أحد أكبر المساجد الأثرية ونموذج رائع للعمارة المملوكية بعناصرها المعمارية والزخرفية وقد أنشأ على مراحل متعددة أثناء العصر المملوكي بناه أحمد بن عثمان الذي ولد في نابلس ثم نزل غزة حيث سكنها وبنى الجامع وكان صالحاً وتؤمن الناس بكراماته، وتوفي فيها سنة 805هـ/ 1402م و يوجد بالرواق الغربي من المسجد قبر الأمير سيف الدين يلخجا الذي تولى نيابة غزة سنة 849هـ/1445م، وتوفي بها سنة 850 هـ/1446م، ودفن في الجامع
- مسجد الظفردمري:
يقع في حي الشجاعية –التركمان ، أنشأ هذا المسجد شهاب الدين أحمد أزفير بن الظفردمري في سنة 762هـ/ سنة 1360م واشتهر محلياً بالقزمري، ويعتبر مدخل هذا المسجد من أجمل المداخل التذكارية معقود بعقد يشكل حدوة فرس ،مزيف بزخارف نباتية بالحفر البارز والغائر وزخارف هندسية وأطباق نجمية وزخارف كتابية
- تل المنطار:
يقع شرق حي الشجاعية ، ويشرف الموقع على مدينة غزة من جهتها الجنوبية الشرقية ويوجد في الموقع آثار وتكوينات معمارية قديمة ، يقع على هذا التل مزار الشيخ على المنطار ،وعلى الأرجح أن هذا الاسم "المنطار" مشتق من عملية النطرة التي كان يقوم بها المجاهدون الذين يرقبون الطريق تحسباً لقدوم الغزاة ويوجد على التل الآن إلى جوار المواقع الأثرية مبنى للإذاعة والتلفزيون
- أرضيات فسيفسائية:
تقع قرب ميناء غزة، اكتشفت سنة 1966م، يزينها رسوم حيوانية وطيور وكتابات ، يرجع تاريخها الى بداية القرن السادس الميلادي، النص الكتابي التأسيسي باللغة اليونانية القديمة معناه"نحن تاجري الأخشاب ميناموس وأيزوس أبناء ايزيس المباركة أهدينا هذه الفسيفساء قرباناً لأقدس مكان من شهر لونوس من عام 569 الغزية/508/509م
- الابلاخية:
تقع شمال غرب مدينة غزة إلى الشمال من المعسكر الشمالي، في هذا الموقع يوجد ميناء غزة في العصرين اليوناني والروماني ومدينة الزهور ومقبرة بيزنطية أحد قبورها مزين بزخارف نباتية وصليب داخل اكليل على جانبيه شجرتي سرو وهذه الزخارف منفذة بالفرسكو "بالألوان المائية على الجبس قبل جفافه" وأسوار من الطوب اللبن وأسوار من الحجر الرملي
- تل العجول: يقع جنوب مدينة غزة على الضفة الشمالية لوادي غزة، وهو من أهم المواقع الأثرية في محافظات غزة وكانت تقوم عليه مدينة بيت جلايم الكنعانية ، ويعتقد أن موقع مدينة غزة القديمة كانت على هذا التل في حوالي سنة 2000 ق.م.، وأهم المكتشفات سور عرضه2.5 وارتفاع 50 قدماً ،وكذلك تم العثور في الموقع على قبور دفن فيها الخيل بجوار صاحبه، ونفق بطول 500 قدم ، وخمسة قصور ضخمة قام بعضها فوق بعض ، أقدم هذه القصور يعود إلى 3000 ق.م. ، وقد وجد فيه غرفة حمام رحبة وقصر واحد يعود إلى زمن الأسرة المصرية الثامنة عشر 1580-1350 ق.م، وبقية القصور تعود إلى زمن الأسر السادسة عشر والخامسة عشر والثانية عشر.
كل التحية مني لكم