سرت هائماً على وجهي شهور ....
أغرقني حزني في ندى ألمي و الدمعات في هطول ...
رحت أركض في الدروب لا أعلم أين عشقي ...
تركت ورائي قصري و حدائق تملؤها الزهور ...
تقلبت في الشوارع كأني ورقة فارغة ...
تذروها الرياح من مكان الى خيبة ميت اسمه انسان ...
يا لها من ورقة بائسة تطير في الهواء ...
تبحث عن قارعة في الطريق تلملمها بحنان ...
و الأوراق مثلي في هذا الهواء كثيرة ...
لكنني صفحة لا تصرخ بينهم بل هي صماء ...
تطير و تسبح الى الا معلوم ...
و تكويني الهموم ...
يظهر على الصفحة فتات حروف و دموع ترقد بسلام ...
فيها غواني تتمايل بين السطور ...
ترقص على طاولات الحزن و موائد السهر ...
و تتلوى بين خضرة المواسم و ينقش فوقها الصيف و الخريف ...
ثم ينقش بها سنابل قمح ذهبية تضيء في المساء ...
و يصير الحصاد حصاد السنين ...
و تتأرجح العبر في بحر من الحنين ...
وهناك ...
تدور الأغاني و تعزف الكلمات بلا معاني ...
و تظل الصفحة البائسة تتقلب في الهبوب ...
حتى تصل الى شاطئ الأحزان المزدحم ...
فتنام الصفحة طافية على الدموع ...
لا تقوى على النهوض ...
ملقاة بين الأكوام اليائسة ...
مدحورة منفية الى الأحزان ...
و هناك ...
تولد من جديد كلمات في بحر من النسيان ...
منقول